قصيدة إلا رسول الله للشاعر أبو العزم أحمد

هاموا على دربِ الخنوعِ وسَطَّروا
حقدا يصرحُ في السمائِ ويُبحِرُ
في كل دربٍ للوقاحتِ شاهدٌ
ويلٌ لهم هَتَكُ السِتارَ وفجَّرُ
أخدودَ نارٍ أشعلت نيرانهُ
ذَرّاتُ غدرٍ بالرُسومِ تُسَعَّرُ
تبا لكم والله إن قلوبكم
أقسى من الصخرِ الجَمُودِ وأقفرُ
تبا لكم ولمن يلوذُ بسربكم
أُقْزامُ في جِيَفِ الرذيلتِ تُقْذِرُ
مكرونُ يا نبتَ الرذيلتِ والخنى
أيُنامُ في مهدِ المسيحِ مبشَّرُ
مكرونُ يا خِنْثَ الرجالِ ومَرْسَمًا
للحاقدينَ وكلُ قُبْحٍ يُنْشَرُ
مكرونُ يا قَزَمَ الزمانِ ومكرُهُ
المكرُ واسمكَ والسريرَةُ أمْكرُ
يا أيها المكارُ مكركَ سَيِّؤٌ
والله يقضي في رِدَاكَ ويَمْكُرُ
كتبَ الإلاهُ لَينصرنَّ نَبيَّهُ
وليُنصَرنَّ بجُندِهِ مَن ينصُرُ
ألجِم لسانكَ واحتَكِم بلِجامهِ
مَن كانَ مثلُكَ لا يهابُ ويُعذَرُ
إن كان صوتي بالإدانةِ خَافِتًا
فلَيَأْتِيَنَّكَ من هجائي أبحُرُ
إني فدى المختارِ أرجُ بِرُّهُ
يَسْمُ الشُعُورُ وإن تهاوى الشاعرُ
يا أمكرَ الأسمائِ مَكركَ بيِّنٌ
أغراكَ ضَعفٌ أَم غَواكَ تَهَوُّرُ
سِيِئَ النَبِيُّ وقد تَعَلَّلَ كلبهم
بمَعاولِ التجديدِ راحى يبررُ
حريةُ التعبيرِ فينا خُصِصت
وبغيرنا ليسَ الخِطابُ يغيَرُ
جَاهَرتَ حقدا في النبِيِ محمدٍ
أوا كُنتَ تجرُؤُ في اليهودِ تُعَبرُ
سائل فرنسا في قرَراتِ عهدها
هل كانَ في الإسلامِ سيفٌ جائرُ
قد كانَ بالإسلامِ نورُ هِدايتٍ
والعلمُ والسلمُ العميمُ الأوفرُ
من عهدِ أندَلُسٍ تَلُوحُ منارةٍ
والعدلُ يروي في البِقاعِ ويظهرُ
يا أيها الكَلبُ القبيحُ المكترى
أيهانُ حقٌ في السماءِ مقدرُ
أيهانُ من عزَّ المسيحُ بذكرهِ
ويُعَّزُ فيكم أخنثٌ ويُقَدَّرُ
مَن يَطعمُ الخنزيرَ فهو سَلِيلهُ
والعقلُ يشهدُ والقياسُ يقررُ
يا أمة الخنزيرِ حِقبِكِ مِعْولٌ
سيَضَلُّ يهدِمُ في حشاكِ وينخُرُ
واللهِ لو نطقَ الزمانُ هَجاكُمُ
والكَونُ يزأرُ والْجِبالُ تُزمجِرُ
أوا ما علمتم أنَّ نُورَ محمدٍ
دينُ الإلاهِ وَوحيُهُ المتيسِرُ
أوا ما علمتم أن كِسْرَةَ خُبْزِهِ
أشهى من الزَبَدِ الكثيفِ وأطهرُ
أنَّ العدالة في مَنابِتِ قَفْرِهِ
أزكى من النُظُمِ البهيمةِ تُبْهِرُ
يا أمة الإسلامِ هُبِّ وانهَضي
فالغَدْرُ موصولٌ وجُرْحُكِ يقطِرُ
واللهِ إن دَبَّ الخنوعُ بأمةٍ
فَلَسَوفَ يُفْتِكُ بالحياةِ ويُقْبِرُ
إلا رسولَ اللهِ إنَّ مَقامُهُ
أسمى من السَبْعِ الطِباقِ وأكبرُ
إلا رسول الله فهو حياتُنا
والأمنُ يَعظُُمُ في حماهُ ويكثُرُ
إلا رسول الله فهو نبيُّكم
صلّو عليهِ في الخُلودِ وكَبِّرُ

عن ناصر بعزيز

شاب من الجزائر, مهتم بالأمور التقنية وشغوف بالبحث والتعلم. يشرفني التواصل معكم, وأنا في الخدمة لأي مساعدة. للتواصل معي يرجى استخدام وسائل الإتصال المتاحة أعلى الموقع.

شاهد أيضاً

مجموعة من طرائف الأدب والقدماء (الجزء الرابع)

الجزء الرابع من غريب الهجاء في شعر أحمد بن محمد الصخرى : أياذا الفضائل و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *