تراب الماس
تعتبر رواية تراب الماس التي قام بكتابتها أحمد مراد والتي تحولت إلى فلم سِنِمائي لاحقا من الروايات التي حصلت على شهرة كبيرة وإعجاب كبير من قبل الجمهور، وفي الرواية كان يعد تراب الماس ما هو سوى إلا مادة سامة يتم وضعها في الشاي وليس لها أي طعم، يقومون باستخدام تلك المادة لكي ينتقمون من الشخص يريدونه.
ومن بعد ثلاث أشهر من تناول تلك المادة تظهر أعراض المادة على جسم الإنسان عن طريق كتل سرطانية مختلفة تتجمع حول جدار المريء وبالتأكيد ينزف الشخص من كل مكان في جسمه حتى ينتهي به الأمر إلى الموت.
ولو قام أي شخص بابتلاع جزء صغير من تراب الماس أو من تلك البودرة الناتجة من صناعة الألماس، سيتم توزيع الألماس على طول القناة الهضمية مما يعمل في شكل سم يضاعف مفعوله في الكثير من الأحيان ويؤدي إلى موت الضحية بعد شهر على الأكثر.
ما هو تراب الماس
بودرة تراب الماس هي عبارة عن جزيئات صغيرة جدا جدا من الممكن أن لا ترى بشكل واضح، ولكنها تصبح كالسكين في حدتها ويكون حجمها مشابه إلى حجم التراب العادي.
وبمجرد أن تسكن في القناة الهضمية يصبح من الصعب أن يتم إنقاذ الضحية سواء بأي دواء من الممكن أن ينقذ، بالإضافة إلى أن غسيل المعدة أيضا لا يؤثر بالإيجاب في تلك الحالة.
وبكل بساطة إذا أردت أن تعمل على إصلاح الموقف فما عليك سوى الوصول إلى أقرب طبيب جراح لإزالة تلك التراب الخاص بالماس من المعدة والقناة الهضمية في شكل عملية جراحية مستعصية.
إنقاذ ضحية تراب الماس من خلال عمليات جراحية
يتساءل البعض هل من الممكن أن يتم استخدام بعض الطرق الجراحية للتخلص من تراب الماس في القناة الهضمية أم الأمر أشبه بالمستحيل.
الفكرة كلها في أنك تحتاج إلى طريقة يدوية تقوم باستخدامها لكي تقوم باستئصال كافة جزيئات الماس التي تتواجد في الجهاز الهضمي والمعدة والأمعاء بالإضافة إلى المريء أيضا.
ويجب تنظيف كافة تلك الأعضاء بشكل جيد ومميز بحيث أن تستطيع إزالة كافة الأجزاء الصغيرة التي من الممكن أن لا ترى بالعين المجردة، وهذا اكثر ما يصعب تلك العملية عن غيرها من العمليات الأخرى.
يعتبر الماس من أخطر أنواع السموم في العالم
يعد عنصر الماس من اكثر واقوى عناصر السموم في العالم، حيث أن الماس احد العناصر المختلفة صلابة ويتواجد بجزيئات صغيرة جدا من الممكن أن تدخل في جسم الإنسان.
ومن الممكن أن تصل تلك الجزيئات الصغيرة الغير مرئية إلى أعماق الأعضاء الداخلية المختلفة في جسم الإنسان مع مرور المزيد من الوقت.
وبالتالي تقوم بتمزيق كافة تلك الأعضاء واحدة تلو الأخرى من حين إلى اخر، في عذاب شديد يشعر به الشخص ومن الممكن أن يستمر تلك العذاب من شهرين إلى ستة أشهر.
ومن هنا نستطيع أن نتأكد أن حبيبات الماس هي من اصعب واخطر السموم على الإطلاق حيث أنه لا يوجد سم ينافسه من حيث ما يقوم به من تدمير وموت الأشخاص.
اعتقادات خاطئة حول تراب الماس
كان هناك بعض الاعتقادات الخاطئة القديمة التي سادت في الكثير من العصور القديمة، والتي كانت تنص على أن الماس له الكثير من القدرة العلاجية على التخلص من الأمراض المستعصية خصوصا اضطرابات المعدة.
وبالطبع كان هذا الدواء غالي الثمن وكان يصرف للطبقات الثرية فقط، ولم يعلموا انه كان دواء النهاية ودواء الموت أيضا والعذاب الذي كان يصيبهم بعد ذلك.
كما كان في القرن السادس عشر كان يتعامل البابا كليمنت عن طريق تناول بعض الأحجار النفيسة وكان منها الماس، وبعد فترة ليست بكبيرة فشل الأطباء في علاجه فمات بالفعل.
وفي أواخر القرن السادس عشر استطاع المواطنين الأثرياء أن يحصلون على بودرة الماس كعلاج سريع لأسنانهم حيث انهم كانوا يتصورون أن الماس يعالج مشاكل الأسنان من تسوس واصفرار.
ولكن في القرن الثامن عشر توصل أحد العلماء أن الماس مسمم وحاول تجار الماس بكل الطرق إلغاء تلك الفكرة وعدم نشرها لان هنا الكثير من اللصوص كانوا يقومون بسرقة الماس عن طريق التناول في الفم حتى يستطيعون الهروب بسهولة.
وأكد الكثير من التجار أن تناول كتلة كبيرة من الماس هي نفس التأثير إذا قمت بتناول تراب الماس، ولكن في الحقيقة إذا تم ابتلاع كتلة كبيرة دون تكسير فأنها سوف تخرج كما هي من خلال الشرج.
أما شظايا الماس المحطمة هي التي لديها قدرة رهيبة على صنع المزيد من الثقوب في القناة الهضمية وتمزق العديد من الأعضاء بمجرد مرورها بهم.
استخدام تراب الماس في القتل
تم استخدام تراب الماس في الكثير من الأوقات المختلفة، أيضا كسلاح قوي وغير معروف للقتل حيث أن هناك الكثير من العلماء قالوا انه سلاح فعال ومن الصعب اكتشافه بعد الموت.
ويتم استخدام تراب الماس لأغراض متعددة أغلبها لأغراض سياسية واغتيال بعض المعارضين على سبيل المثال زوجة ملك فرنسا كانت تقوم باستخدامه في صورة سم لقتل أي معارض لها.
وفي عام 1995 قام أحد الكتاب بتقديم بعض التجارب التي تثبت صحة أن تراب الماس يؤدي إلى الموت بالفعل، وبالفعل قام بوضع الماس في جهاز وتم تحويله إلى شظايا ومن ثم قام بوضعه تحت الميكروسكوب.
بالفعل رأى ما لم يستطيع أن يصدقه حيث انه رأى أن شظايا الألماس أصبحت ذات شكل حاد ومسنن مثل السكين وبه العديد من التجاويف المخيفة التي بمجرد أن تنزل إلى الأمعاء والقناة الهضمية بشكل كامل سوف تمزقها.
وصول الإنسان إلى اكتشاف تلك التجربة المريرة أثبتت أن الإنسان من أخطر الكائنات على وجه الأرض، وليس هناك أي خطر على الإنسان غير الإنسان نفسه.
مخاطر تراب الماس
يعد تراب الماس من احدى أخطر أنواع السموم وهذا يرجع انه ليس لدية طعم أو رائحة وعدم وجود أعراض التسمم أيضا التي يجب أن تتواجد.
حيث أن الجرعة القاتلة منه تصل إلى 0.1 جرام فقط لا غير أي أن كمية قليلة للغاية من الممكن أن تنهي بحياة إنسان، لذلك يفضل الابتعاد التام عن تلك المادة بقدر المستطاع.
حيث أن عند ابتلاع كمية بسيطة من تراب الماس أو شظاياه الصغيرة يبدأ المريء بحركة تمويج طبيعية له تعمل على إحاطة تلك الشظايا في الجسم بشكل أكبر وبالتالي تقوم تلك الشظايا بدفن نفسها اكثر واكثر.
بالإضافة إلى أن الحركة الطبيعية للجسم تجعل الشظايا تتعمق بشكل كبير وواضح، بالإضافة إلى حدوث نزيف متقطع من الصعب أن يتم ملاحظته بشكل سريع.
وتحدث المزيد من الأعراض المختلفة لتلك الشظايا في مدة تبدأ من 3 شهور من تناول تلك الشظايا إلى 6 شهور وفي الفترات المتقدمة من المرض صعب أن يتم علاج المريض.
وفي عصور قديمة كان هناك بعض الروايات المختلفة التي استطاعت أن تقوم باغتيال المزيد من رجال السياسة بشكل بسيط وذلك كان في قديم الزمان.
وفي عام 1512 تم اغتيال “بيازيد الثاني” سلطان الدولة العثمانية على يد ابنه “سليم” وتكاثرت الكثير من الأقاويل حول تلك الحادثة ولكن لم يستطع أحد أن يتعرف على السبب بشكل أكيد.
في ختام هذا المقال تحدثنا عن ما هو تراب الماس، وطرق أكتشافه وهل هذا حقيقة أم خرافات، كما تحدثنا عن طرق العلاج منه بالجراحة، والعديد من التفاصيل الأخرى.